أدى الطلب على الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والتقنيات الصديقة للبيئة كافة، بالبعض إلى تحقيق ثروات قياسية، واستمر ذلك حتى وقت ليس بالبعيد، لكن في الوقت الحالي، يشاهد أثرياء القطاعات الخضراء ضياع ملياراتهم.
شهد 15 ثرياً في قائمة المليارديرات الخضر، والتي تضم أغنى شخص في العالم إيلون ماسك، انخفاضاً قدره 141 مليار دولار في ثرواتهم مجتمعة خلال الأشهر السبعة الماضية، ما قضى على نحو 25% من صافي قيمتها.. بالمقارنة، خسر أثرى 15 مليارديراً في قائمة التكنولوجيا، وهي قائمة تضم ماسك كذلك، نحو 23% من ثروتهم، في حين خسر أغنى 500 رجل أعمال في العالم نحو 15% من أموالهم خلال الفترة ذاتها، حسبما أفادت الشرق بلومبرج.
وتأثر المليارديرات الخضر بشكل رئيسي من العوامل المتعددة التي أثّرت على الأسواق، حيث أضرّ التضخم بأسهم النمو ومنها أسهم شركات التكنولوجيا النظيفة، كما تسارع ارتفاع أسعار المواد الخام للسيارات الكهربائية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وبينما حقق 20 من أصل 23 من مليارديرات الأعمال الخضراء، الذين تتبعهم “بلومبرغ”، ثرواتهم في الصين، فإن استمرار تراجع اقتصاد البلاد نتيجة لعمليات الإغلاق المتكررة والمؤذية الناجمة عن “كوفيد-19″، كان له دور أيضاً.
أيضاً، تراجعت التقييمات الصاعدة المسجّلة للمليارديرات في العام الماضي، لا سيما في الشركات الصينية. وكانت أسهم التكنولوجيا النظيفة قد سبق وسجلت ارتفاعات بعد التزام أكبر مُلوِّث في العالم وأكبر مركز للصناعات الخضراء، ببلوغ الانبعاثات إلى ذروتها في عام 2030، لتتجه بعد ذلك لتحقيق الحياد الكربوني في عام 2060. وعلى سبيل المثال، أصبحت أسهم “كونتمبراري أمبيريكس تكنولوجي” (Contemporary Amperex) ، موردة بطاريات سيارات “تسلا”، والمعروفة باسم “كاتل”(CATL)، ثاني أكبر الأسهم في الصين في نوفمبر، بزيادة قدرها 2600% منذ طرحها العام الأولي في عام 2018.
لكن القيمة السوقية لـ “كاتل” تراجعت منذ تلك الذروة بما يزيد قليلاً عن 30%، ليُمحي ذلك نحو 30.5 مليار دولار من الثروات الشخصية لكبار مسؤوليها التنفيذيين. حيث خسر المؤسس ورئيس مجلس الإدارة روبين زينغ يوكون نحو 20.1 مليار دولار.