أحمد شلبي: المرحلة الحالية تتطلب توفير التوعية اللازمة حول مبادئ الاستدامة
تركز استراتيجية شركة تطوير مصر المجتمعية على تنفيذ مبادرات وبرامج مجتمعية وتنموية في مختلف المناطق، بالاشتراك مع جهات ومؤسسات المجتمع المدني، وتطبيق مبادئ الاستدامة في جميع مشاريعها العقارية، بما يتوافق مع رؤية الدولة 2030 لبناء الإنسان والمجتمعات الحضرية.
قال الدكتور أحمد شلبى، الرئيس التنفيذى، العضو المنتدب لشركة تطوير مصر، فى حوار لـ«Humans Investment»، إنَّ استراتجية الشركة لا تركز على الشق الاستثمارى فقط، ولكن تحرص على تنفيذ دورها المجتمعى على أكمل وجه من خلال محورين أساسيين؛ وهما العمل على تدشين مبادرات مجتمعية ترتكز على التنمية الحضرية والبشرية من ناحية، وتطبيق معايير ومبادئ الاستدامة فى جميع مشروعات تطوير مصر من ناحية أخرى.
وأوضح أنه فى محور المبادرات المجتمعية والتنموية، أطلقت «تطوير مصر» مبادرة «بنبنى حياة» عام 2020، وهى تركز على بناء الإنسان والمجتمعات الحضرية.
واستمرت «تطوير مصر» فى استثمار ملايين الجنيهات لخدمة المبادرة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية 2020 و2021 و2022، وتسعى الشركة لبذل مزيد من الجهود العام الحالى والأعوام المقبلة.
ولفت إلى أن التعاون مع مؤسسة بهية للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدى، جاء من خلال المساهمة فى إنشاء غرفة كشف مبكر «سونار» فى مستشفى البهية الشيخ زايد، فضلاً عن التعاون مع المستشفى لعمل جلسات توعوية وكشف مبكر لموظفى الشركة بشكل دورى.
وأشار «شلبى»، إلى أنه يتم التعاون أيضاً مع جمعية الأورمان منذ فترة تفشى فيروس كورونا وحتى الآن، إذ أسهمت «تطوير مصر» فى إعادة بناء قرية فى الصعيد بعد السيول، وشاركت فى تمويل مستشفيات شفاء الأورمان بالأقصر للأطفال والكبار من خلال تمويل إنشاء غرفتى عناية مركزة وأدوية حسب الحاجة بشكل مستمر للمساعدة فى مكافحة مرض السرطان.
وأوضح أن «تطوير مصر» قامت بالتعاون مع مؤسسة مجدى يعقوب والمساهمة فى تمويل المستشفى عن طريق شراء بعض الأجهزة المطلوبة لخدمة الأطفال المرضى، كما تبرعت الشركة بتكلفة يوم كامل من عمليات القلب المفتوح للأطفال لمستشفى الناس خلال شهر رمضان 2022 والذى قدر بنحو 11 عملية قلب مفتوح للأطفال، وضمن جهود الشركة المجتمعية كذلك أسهمت الشركة فى التكفل بتكلفة إحلال لجميع الأجهزة الموجودة بمركز الحياة للكلى التابع لمؤسسة الفرنوانى الخيرية.
وتابع: «قام المركز بالتبرع بهذه الأجهزة لمركز أصغر حجماً مما يضمن عملية الاستدامة لضمان إحداث تطور مستمر فى مثل هذه المؤسسات العلاجية المهمة التى تخدم آلاف المرضى».
ولفت «شلبى»، إلى التعاون مع مؤسسة مرسال الخيرية من خلال توفير كل الأجهزة الخاصة بالمرحلة الأولى من الحضانات بمستشفى مرسال للأطفال، كما أسهمت الشركة فى توفير أجهزة المساعدة السمعية لعدد كبير من الأطفال بجمعية رسالة.
أضاف أن الشركة لها دور مجتمعى فى مساعدة جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان 57357 على تخطى الأزمة التى مرت بها مؤخراً من خلال التبرع لتوفير الأدوية ومستلزمات المرضى، فضلاً عن مشاركة «تطوير مصر» فى سد احتياجات مستشفى قصر العينى القديم والمساعدة على توفير سرائر للمرضى وغيرها من المبادرات المجتمعية التى قام بها المستشفى على مدار العامين الماضيين.
وفيما يتعلق بشق الاستدامة، قال «شلبى»، إن مفهوم الاستدامة واسع وكبير، ويشمل عناصر عديدة، منها الاجتماعية، والبشرية، والاقتصادية، والبيئية.
أضاف أن القطاع العقارى له دور كبير فى ذلك، خصوصاً أنه توجد خطة طموح لمصر فى تطوير العديد من المدن.
فمصر تضم حالياً نحو 24 مدينة جديدة. كما توجد 37 مدينة جديدة تحت الإنشاء تتبنى مفهوم المدن المستدامة والذكية بطرق مختلفة «مدن الجيل الرابع».. لذا كان لا بد على المطورين العقاريين التجاوب مع التغيير الذى يحدث فى مصر والعالم ككل. وأوضح «شلبى»، أن مفهوم المدن المستدامة لم يصبح رفاهية، بل ضرورة ولا بد من أن يتبناه جميع المطورين فى القطاع العقارى، ويسعون لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه فى مجال الاستدامة.
ولفت إلى دور القطاع العقارى فى تحقيق الاستدامة، إذ يمكن للمطورين أن يركزوا على العديد من المبادئ خلال مراحل الإنشاء الأولى لمشروعاتهم، من ضمنها تحسين كفاءة استهلاك المياه والطاقة بشكل أساسى.
وأضاف أن «تطوير مصر» بدأت عملها فى السوق المصرى عام 2014، ووضعت منذ اليوم الأول مبادئ الاستدامة فى مشاريعها كجزء رئيسى، وأصبحت مشروعات «تطوير مصر» مشروعات مستدامة ذكية سعيدة، وهذا ما نؤكد عليه كجزء رئيسى من استراتيجيتنا.
وتابع: «الشركة بدأت تطبيق تلك المعايير من بداية وضع المخطط العام للمشروعات والتصميمات والنماذج، وكان الهدف الرئيسى تطبيق حزمة من التطبيقات التى تساعد على توفير المياه والطاقة، وتركز الشركة على الاستفادة القصوى من الإضاءة والتهوية الطبيعية لتوفير الطاقة بالإضافة إلى اللجوء لتركيب الشبكات الذكية مع عدد من الشُركاء».
وأشار «شلبى»، إلى تعاون «تطوير مصر» مع شركة شنايدر إليكتريك العالمية لتوفر المقومات الأساسية للبنية التحتية الذكية فى مشروعاتها، فضلاً عن التعاون مع شركة هواوى تكنولوجيز لتوفير نظام متصل بالكامل، بدءاً من تطبيقات أجهزة الاستشعار وبرامج تحليل البيانات والذكاء الاصطناعى، والطاقة المتجددة إلى البنية التحتية.
كما تعاقدت مع شركة أورنج لتقديم خدمات نقل البيانات اللاسلكية. وتسعى الشركة حالياً للتعاون مع شركات تدوير مخلفات لتدوير القمامة الناتجة عن مشروعاتها.
وأضاف أن التقديرات الأولية لمخصصات الاستدامة داخل مشروعات الشركة تصل إلى 250 مليون دولار، متوقع زيادتها خلال الفترة المقبلة.
ومن أبرز المشروعات المُسَلَّمة التى تعتمد على الحلول المستدامة بشكل كبير مشروع فوكا باى بالساحل الشمالى والمونت جلالة فى العين السخنة، كما من المنتظر أن يصبح مشروع بلومفيلدز أحد أكثر المشروعات ذكاءً واستدامة.
ولفت إلى أن استخدام الحلول الذكية والمستدامة فى المشروعات العقارية، يُحمّل المطورين قيمة إضافية تتراوح بين 7 و15% حسب نوع وحجم المشروع والتطبيقات والحلول المستخدمة، لكن لا بد من أن يكون هناك وعى بأن هذا احتياج ضرورى، وسيحقق فوائد وعوائد إيجابية للشركات والعملاء فى المستقبل وعلى المدى الطويل.
وأوضح أن الشركة قامت بتركيب شبكة مرافق ومحولات وعدادات ذكية وأعمدة إنارة وشبكة التنقل فى كل مشروعاتها للمساعدة فى تقليل هدر الطاقة.
ولفت إلى أنه تم المزج أيضاً بين محطات المياه والشبكات ذكية لتقليل استهلاك المياه، واستخدام شبكات الرى الذكية، وتم إنشاء محطة تحلية مياه بحر فى المشروعات الشاطئية.
قال «شلبى»، إن الشركة تسعى بشكل أساسى للاعتماد على المنتجات المحلية عالية الجودة، وتعمل الشركة على تعظيم الاستفادة القصوى من الموارد المحلية والطبيعية؛ حيث إنه فى مشروع المونت جلالة يتم استغلال الصخور التى يتم تكسيرها لبناء المشروع فى الخرسانة واللاند سكيب وبناء الحوائط وغيرها.
وأضاف أنه طبقاً للدراسات العلمية فإنَّ تطبيق مبادئ الإستدامة أو ما يسمى المدن المستدامة والذكية سيوفر فى فاتورة الصيانة بنسبة 30 إلى 40%، ويحسن استهلاك الكهرباء بنسبة 50%، الأمر الذى ينعكس على جودة حياة وتخفيض التكلفة لذا يستوجب القول إنَّ الاستدامة لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة يجب تطبيقها فى جميع المشروعات العقارية.
وأشار إلى أن الشركة شاركت ضمن فعاليات قمة المناخ COP 27 للمساهمة فى وضع حلول علمية وعملية للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة، فضلاً عن إبراز جهود الشركة فى تطبيق معايير الاستدامة بمقراتها ومشروعاتها المختلفة لترشيد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وتوفير أسلوب حياة صحى ومستدام للسكان، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة التى وضعتها منظمة الأمم المتحدة، والتى تضمن خلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
أضاف أن قمة التغيرات المناخية أسهمت فى وضع خطط للقطاع الخاص والحكومى، فى إطار علمى يتوافق مع المعايير والأهداف الدولية وإستراتيجية خفض الانبعاثات والحد من الآثار البيئية السلبية والعمل على التكيف مع التغير المناخى.
ولفت إلى أن الشركة وقعت شراكة استراتيجية خلال COP27، مع الميثاق العالمى للأمم المتحدة – ومع الميثاق العالمى للأمم المتحدة- الشبكة المصرية، والتى تعد أكبر مبادرة على مستوى العالم تستهدف العمل على تشجيع القطاع الخاص على تبنى وتطبيق مبادئ الاستدامة والمسئولية المجتمعية، فيما يقوم به من أعمال من أجل ترسيخ مفهوم الاستثمار المسئول.
ويعمم الميثاق 10 مبادئ رئيسية منبثقة من 4 محاور تتمثل فى حقوق الانسان والبيئة والعمالة ومحاربة الفساد، فضلاً عن تشجيع الشركات وتحفيز الإجراءات لدعم أهداف التنمية المستدامة.
قال «شلبى»، إن الشركة حريصة على تطبيق مبادئ الاستدامة فى كل مشروعاتها الجديدة، كما كانت أحد المؤسسين الرئيسيين لمبادرة المجتمعات المستدامة فى مصر بعنوان «البناء من أجل حياة أفضل» بالشراكة مع الميثاق العالمى للأمم المتحدة UN Global Compact- ذلك على هامش مشاركتها بمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27.
وتسعى الشركة لعقد شراكات جديدة فى هذا المجال خلال الفترة المقبلة، كما ستطلق تطوير مصر «أبلكيشن» بالشراكة مع شركة ألمانية وسيتضمن هذا التطبيق كل المبادئ الذكية التى اعتمدت عليها شركة تطوير مصر فى مشروعاتها التى تساهم فى توفير جودة حياة العملاء.أوضح أنه من خلال هذا التطبيق يكون لدى كل عميل القدرة على دفع جميع الفواتير ومعرفة معدلات الاستهلاك والتحكم بها، وإمكانية غلق المياة والكهرباء عن بُعد وتحويل أى مبالغ لأفراد أسرته وغيرها من الخدمات الآخرى.
ولفت إلى أن لدى السوق المحلى، خطة طموحاً لتصدير العقار للخارج، والمجتمعات الغربية عادة تبحث عن المشروعات الصديقة للبيئة.
قال «شلبى»، إن الاستثمار فى القطاع العقارى يحتاج إلى مزيد من الصبر والوعى والاعتماد على التمويل الاخضر والمستدام والجمع بين العائد الاقتصادى والاجتماعى والبيئى معاً.
وأوضح أن الشركة تسعى لإنشاء مركز بيانات PLATFORM موحد لكل مشاريع تطوير مصر، ما سيسمح للشركة بالوصول إلى التحليلات القائمة على البيانات الدقيقة للمساعدة فى تقييم سلوكيات العملاء، وبناء على ذلك اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً واستدامة، مثل التحكم فى إنارة الشوارع وشبكات المياه والكهرباء ونظم الأمان وكاميرات المراقبة وخفض التلوث وتوفير أنظمة رى ذكية.
ولفت «شلبى»، إلى حرص الشركة على إعداد الدراسات والبحوث فى مجال الإستدامة داخل مشروعاتها بشكل مستمر، إذ يتم التعاون مع أحد المكاتب الاستشارية لرصد الانبعاثات الكربونية لمقرات ومشروعات الشركة الى جانب تقدير الوفر الذى حققته الحلول المستدامة بمشروعات الشركة ومقارنتها بالأعوام السابقة كما تم تكليف فريق عمل داخل تطوير مصر لإدارة ملف الاستدامة بجميع تفاصيله.
وأوضح أن الشركة لديها خطة طموح تسعى من خلالها لخفض الانبعاثات الكربونية فى مشروعاتها بنسبة تصل إلى 42% خلال السنوات الـ10 المقبلة، تماشياً مع خطة التنمية المستدامة 2030 وحرص الشركة على مساندة جهود الدولة فى مجابهة التغيرات المناخية.
وتتطلع الشركة للوصول إلى 0% انبعاثات بحلول عام 2050، من خلال التوسع فى الاعتماد على الحلول المستدامة والذكية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، بجانب الحصول على المزيد من شهادات الاستدامة للحد من خفض الانبعاثات.
وأشار إلى أهمية الاعتماد على التمويل الأخضر والمستدام خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود مفاوضات حالية مع عدد من المؤسسات والجهات التمويلية المحلية والدولية للحصول على تمويل اخضر ومستدام خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الشركة تحرص على إطلاق مسابقة تطوير مصر للابتكار، وهى مسابقة سنوية توفر للشباب المصرى فرصة لطرح حلول وأفكار مبتكرة للتعامل مع التحديات المتنوعة التى يواجهها القطاع العقارى.
وأشار إلى أنه يتم دعم وتمكين المتقدمين طوال فترة المسابقة من خلال عدد من التدريبات وورش العمل التى تساعدهم على تطوير حلولهم من الجوانب التقنية والتجارية.
ويعرض المتسابقون حلولهم فى الحفل الختامى على لجنة من الخبراء والمتخصصين ويتنافسون على جوائز مالية تمكنهم من أن يبدأوا مشاريعهم الخاصة، ويتركوا بصمتهم فى القطاع العقارى.
قال «شلبى»، إنَّ المرحلة الحالية تتطلب من شركاء التنمية فى مقدمتهم مؤسسات الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى توفير التوعية اللازمة فى تطبيق مبادئ الاستدامة فى مختلف المجالات، وعلى القطاع الخاص الاستجابة السريعة لتطبيق تلك المعايير للوصول التنمية المرجوة، واستفادة جميع أطراف المجتمع وتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية.