وكالات
قبل ثلاثة أيام من موعد انتهاء مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، ورغم إحراز بعض “التقدم”، فقد دعا رئيسه الإماراتي سلطان الجابر مساء السبت الدول رسميًا إلى التحرر من مصالحها الخاصة للتوصل إلى اتفاق للحدّ من تغير المناخ.
وقال الجابر خلال جلسة عامة أمام جميع مندوبي الدول المشاركة “نحرز تقدمًا، ولكن ليس بالسرعة المطلوبة وليس في شكل مرضٍ بما يكفي”، مكررًا التزامه باختتام المؤتمر في موعده المقرر الثلاثاء المقبل.
وأضاف الجابر الذي يشغل أيضًا منصب رئيس شركة “أدنوك” النفطية العملاقة: “حان الوقت لوضع المصالح الخاصة جانبًا من أجل المصلحة العامة عليكم أن تعملوا، حان الوقت لاتخاذ قرار، أرجوكم، لا تردد” وفق “فرانس برس”.
وسيجمع الوزراء ورؤساء الوفود الأحد عند الساعة الثالثة عصرًا، معلنا أنه يسعى إلى تقديم مشروع اتفاق جديد صباح الاثنين.
وليس الجابر وحده من تحدث عن إحراز تقدم. فقبل ساعات، أفاد المبعوث الصيني للمناخ شيه تشن هوا عن إحراز “بعض التقدم” إثر اجتماعات متواصلة بين الدول الكبرى والتكتلات الإقليمية الكبرى.
وتتحمل مصادر الطاقة الأحفورية (الفحم والنفط والغاز) مسؤولية ثلثَي الاحترار المناخي، ولكن لم ينجح أي من مؤتمرات المناخ السابقة في الدعوة إلى التخلي عنها، باستثناء مؤتمر كوب26 قبل عامين والذي ذكر الفحم في قراره النهائي. ولم تكن الضغوط يومًا شديدة مثل هذا العام لذكر الوقود الأحفوري صراحةً في النصّ الختامي للمؤتمر وقد أقرّ الجابر نفسه بالحاجة إلى ذلك.
الصين تتوقع تقدما
وأكد المبعوث الصيني المخضرم في مفاوضات المناخ “لقد أحرزنا بالفعل بعض التقدم بشأن هذه القضية، وأعتقد أننا سنحقق المزيد من التقدم قريبًا جدًا، في الأيام المقبلة”.
وتدارك خلال لقاء مع صحافيين “لأننا إذا لم ننجح في ذلك، وإذا لم نحل هذه المسألة، فلا أرى فرصة كبيرة لنجاح مؤتمر كوب28”. وشارك شيه تشن هوا في المؤتمر الحادي والعشرين للمناخ عندما تم تبني اتفاق باريس في 2015.
وأفاد مصدر أوروبي رفض الكشف عن اسمه أن الفترة الحالية هي “مرحلة انتظار وامتحان”.
وأمام الوزراء الأربعة من الدول المتقدّمة ودول الجنوب المعيّنين لقيادة المحادثات، حتى بعد ظهر الأحد لتفكيك العقد، على أن يتولّى الجابر بعد ذلك المهمّة في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.
ويؤمل من العمل الدبلوماسي المبذول في كوب28 أن يؤشر إلى أن نهاية الوقود الأحفوري قد بدأت، نزولًا عند رغبة زهاء مئة دولة من بينها الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت عينه التشديد على أن تحول الطاقة لا يعني أن تضحّي البلدان النامية بالتنمية.
ويُنظر إلى الصين على أنها صلة وصل بين الدول الغنية والدول النامية، ومبعوثها يحضر جميع الاجتماعات خلال المؤتمر.
وحرص شيه تشن هوا أمس السبت على التذكير بأن الصين والولايات المتحدة وقعتا إعلانا مشتركا في نوفمبر/ تشرين الثاني ينص على أن الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وما إلى ذلك) يجب أن تحل تدريجيا محل الوقود الأحفوري. ومن هنا يُطرح سؤال حول ما إذا كان هذا هو الأساس للتوصل إلى حل وسط في مؤتمر المناخ.
نقطة توازن
والمطلوب إيجاد نقطة توازن قادرة على كسب إجماع 194 دولة والاتحاد الأوروبي، الأعضاء في اتفاق باريس.
قالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه إن “التحدي كله يتمثل في إيجاد صيغ تأخذ في الاعتبار التنوع الكبير للغاية في نقطة انطلاق كل بلد والطريقة التي يتخيلون عبرها الانتقال إلى الحياد الكربوني… سيتعين علينا أن نلجأ إلى صيغ مبدعة قليلاً”.
وكررت أوبك السبت على منبر المؤتمر موقفها المعارض لأن يذكر الوقود الأحفوري في شكل مباشر في الاتفاق النهائي، وقال ممثل الأمين العام لأوبك عايض القحطاني “لا يوجد حل أو مسار وحيد لتحقيق مستقبل الطاقة المستدامة”.
وكُشف عن رسالة وجهها هذا الأسبوع الأمين العام لأوبك الكويتي هيثم الغيص وفيها يلح على أعضاء المنظمة وشركائهم أن يرفضوا على نحو “استباقي” أي اتفاق يستهدف الوقود الأحفوري في مفاوضات المناخ.