اخترع فريق من طلاب كلية الهندسة بالجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية عصا ذكية للمكفوفين، تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ولديها القدرة على توجيه المكفوف إلى العمل وتوفر له الكثير من الاستقلالية، وبهذا الابتكار تفوقوا على 62 مشروعا على مستوى العالم، وحصدوا المركز الأول في مسابقة الابتكارات البيئية الذكية IEEE»«، وخاضوا رحلة نجاح كبيرة نتعرف عليها في السطور التالية.
تقول تسنيم علاء، طالبة بقسم الكهرباء الفرقة الثالثة بكلية الهندسة وعضو الفريق الفائز بالمركز الأول فى مسابقة الابتكارات البيئية الذكية، إن هناك فئة كبيرة من المجتمع من فاقدى البصر، لا يستطيعون الاستفادة بشكل كبير من التكنولوجيا لذلك فكرنا في استخدام الذكاء الاصطناعى للتعرف علي الأشخاص والأشياء التي تحيط بهم، فنحن نريد أن يكون الشخص قادرا علي معرفة حقيقة الأشياء التى حوله، نريد صنع شىء لا يبلغه فقط بأن هناك شيئا يعترض طريقك، بل يخبره بماهية هذا الشيء ويساعدك في الالتفاف حوله والابتعاد عنه في حالة وجود خطر عليه، ونحن فريق مكون من 4 طلاب بالفرقة الثالثة بكلية هندسة أقسام كهرباء وميكانيكا، وكان لدينا أصدقاء في المدرسة يعانون من ضعف شديد في البصر، مما كان يسبب لهم العديد من المشاكل في دراستهم أو حتى حياتهم اليومية، فهم كانوا مصدر الإلهام لنا لابتكار عصا بتقنية الذكاء الاصطناعي، تعتمد علي تطوير خوارزميات جديدة قادرة على تصنيف الأجسام التي يمكن أن تتواجد في محيط الكفيف بحسب طبيعتها «إنسان، حيوان، سيارة، رصيف أو اى عوائق أمامه» من خلال توفير معطيات وصور حول الأجسام المادية المحيطة به، ويتم تحويل مجموعة من البيانات إلى إشارات صوتية يتلقاها المستخدم خلال ثانيتين فقط، كما يمكن برمجتها علي خريطة لمكان العمل أو المسجد أو أى مكان يرغب المستخدم الوصول له بنفسه، دون الاعتماد على أحد، مع تتبع موقعه وحركته وخاصة الأطفال منهم وإرسال location لأى شخص من عائلته كل ربع ساعة لسرعة الوصول إليه في أى وقت، وهى مزودة أيضا بجرس تنبيه يتم الضغط على زر للتنبيه بمكان وجودها داخل المنزل وسهولة الوصول إليها، في حالة تواجده بمفرده في المنزل أو أى مكان خارجه.
وتضيف بنان أحمد طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة قسم ميكانيكا وعضو بالفريق: من أهم مميزات العصا أن وزنها عبارة عن كيلو جرام واحد، مزودة بكاميرا و3 سنسور، وبها باور بانك يعمل لمدة 8 ساعات متواصلة، ،ومعها سماعات للاذن دقيقة جدا، وهى الوحيدة الناطقة باللغة العربية، لكى يستطيع اى شخص يتعامل بها في مصر والوطن العربي، و90 % من مكونات العصا الذكية مصرية الصنع، سواء الخامات المستخدمة من البلاستيك أو العصا أو نظام التشغيل الخاص بها، واستمر العمل على تصميمها وبرمجتها 6 أشهر تقريبا، ومن أهم المميزات التى حرصنا علي تواجدها مستشعرات فوق صوتية موجودة داخل صندوق تم تثبيته على العصا، وعندما يحرك المستخدم العصا يحاول المستشعر بالموجات فوق الصوتية اكتشاف العائق إذا كان موجودا في المسار، ثم تصدر رسالة صوتية تنبه الكفيف إين يوجد العائق واختيار مسار جديد آمن، وبهذه الطريقة يمكن للفرد التحرك بلا خوف، كما حرصنا أن تصدر هذه الاصوات بصوت هادى ولطيف حتى لا تتسبب في إزعاجه وحتى لا يسمع من يقف بجانبه ما تخبره العصا به، ونعمل إلى إضافة تعديلات كثيرة عليها لتقليل وزنها، كما أننا قمنا بوضعها في إحدى دور رعاية المكفوفين ليقوموا باستخدامها بشكل عملى، وإخبارنا بأى صعوبة أو مشاكل في التعامل قد تواجههم، مؤكده أن هناك دراسة جدوى للمشروع لتحديد سعر بيع العصاة للأسواق.