هل يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر؟

فاطمة الشناوي

يُعرف الذكاء الاصطناعي على أنه تقنية شاملة للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة تحاكي الذكاء البشري، ويمكنه بشكل متكرر تحسين نفسه استنادًا إلى المعلومات التي يجمعها.

وتشير صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أن التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي هي الأهم منذ اختراع أجهزة الكمبيوتر الشخصية على حد وصف بيل جيتس، وذلك من خلال تقرير نشرتة الصحيفة بشأن ما يحمله الذكاء الاصطناعي من تهديدات ووعود.

ويتسائل التقرير عن مخاوف تحول البشر الى تقنية عفا عليها الزمن، بحيث تحل محلهم آلات ليست فقط أقوى وأكثر براعة ولكن أكثر ذكاءً وإبداعًا.

ويوضح التقرير أن الابتكارات التكنولوجية تخلق أنواعًا جديدة من العمل لتحسين أداء الموظفين وليس لحل محلهم، و أن هذه الرؤية ستكون مشابهة لما تبع ظهور المحرك الكهربائي والكمبيوتر الشخصي.

وقال فيليب تور، أستاذ العلوم الهندسية بجامعة أكسفورد، إن قابلية أدوات الذكاء الاصطناعي للخطأ يعزز وجود البشر في أماكن العمل. وتابع: ’’سيتسبب بتغيير مهام الوظائف مستقبلا‘‘.

ورشح خبراء استفادة 5 فئات من الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملهم وهم: «الأطباء» في إجراء التحاليل والأشعة قبل التشخيص، «المعلمون» في شرح الدروس. «العاملون في مراكز الاتصال» بالرد على العملاء، «المزارعون» بمعرفة حالات الطقس، و«العسكريون» في الحرب بآلات مسيرة.

وبحسب بي بي سي، تشير الدراسات أن الذكاء الاصطناعي قد يرفع النمو السنوي لإنتاجية العمل في الولايات المتحدة بمقدار 1.5 نقطة مئوية، وقد تكون الزيادة أكبر في البلدان ذات الدخل المرتفع منها في البلدان النامية.

وحسب دراسة سابقة، فأن الآثار الاجتماعية لتطور الذكاء الاصطناعي ستعتمد على كيفية رد فعل المجتمع اتجاه هذا التطور، فيمكن أن يؤدي إلى وجود أعداد كثيرة من العاطلين عن العمل ونقص معدلات الدخل المادي لهم، أو بالعكس يمكن أن يؤدي إلى دعم الجميع وتحريرهم من أعمال عديدة، بما يجعلهم قادرين على قضاء أوقاتهم في أداء أنشطة أخرى نافعة بالنسبة لهم.

ووفقاً لتقرير أصدرته مؤسسة «Goldman Sachs»، أن الذكاء الاصطناعي سيتسبب في الاستغناء عن 300 مليون وظيفة في أمريكا وأوروبا. وأضاف أن التغيير لن يشمل الأفراد فقط وقد يؤثر على الأنظمة أيضاً.

وأضاف التقرير أنه بالرغم من ذلك فإن هناك 3 فئات من الوظائف بمأمن عن هذا التهديد وتشمل الوظائف الإبداعية واليدوية. وكذلك المهن التي تتطلب علاقات شخصية معقدة ومنها التمريض ومستشارو الأعمال والصحفيين الاستقصائيين.

ومن المتوقع أن يُسهم التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوُّل كبير في نمط الحياة الحديثة عن طريق إعادة تشكيل وسائل النقل، والصحة، والعلوم، وسوق المال، وأيضًا إعدادات الجيوش.

ومن أجل التكيُّف والتوافق مع هذا التغيير، ستكون هناك حاجة ماسة إلى إحداث تغيير في السياسات العامة بما يتوافق مع هذه التطورات المنتظرة.

ويرى بعض الخبراء أنه على صعيد المجتمع، يجب وضع خطط متنوعة لإعادة توزيع العمالة، أما بالنسبة للأفراد، يمكن أن يتجهوا إلى الاستثمار في مجالات أخرى، مثل الحوسبة على سبيل المثال.

وقد حظرت دراسة أخرى أجرتها أيمي ويب، الرئيس التنفيذي لوكالة ويبميديا جروب المتخصصة في دراسة الاستراتيجيات الرقمية، من أن نحو 4 من بين كل 10 أمريكيين ستحل محلهم في العمل أجهزة ذكاء صناعي في ثلاثينيات القرن الحالي.

و أنه بالرغم من عدم وجود إجماع بشأن كيفية الاستعداد للذكاء الاصطناعي حول العالم، إلا أنه لا مجال للشك بأن الوقت حان للاستعداد له، وهو ما يستوجب وضع خطط مستقبلية تقوم على الاستثمار في التدريب والتعليم وتأهيل العمالة لخوض مجالات عمل جديدة.