دعا وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان مختار باباييف ورئيس الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب-29” إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق مستقبل مرن ومتماشٍ مع هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية، مؤكدا أهمية توفير المزيد من الأموال للدول النامية لتحمل تكاليف الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري والتكيف مع تغير المناخ.
وأكد باباييف – في كلمته خلال حفل افتتاح المؤتمر الذي تستضيفه أذربيجان حاليا، اليوم الإثنين- أهمية توسيع نطاق طموحات المناخ العالمية، وقال إن الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنيًا تمثل الفرصة الأخيرة للعالم للتوافق مع هدف المناخ 1.5 درجة مئوية وبناء القدرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ.
وأضاف باباييف “نحن عند مفترق طرق، والخطط التي نقدمها في هذه الدورة بالغة الأهمية، ويجب أن تكون مستنيرة بالتقييم العالمي الأول، والذي يوفر لنا خريطة طريق أساسية، وحان الوقت لتكثيف للعمل”، معربًا عن امتنانه لجميع البلدان التي التزمت بالفعل بمساهمات محددة وطنيا متوافقة مع هدف 1.5 درجة مئوية، ودعا جميع الدول إلى زيادة طموحاتها في الجولة القادمة.
وقال “نحن بحاجة إلى تصحيح هذا الأمر، ونحتاج إلى القيام بذلك في الوقت المناسب”، موضحا أن التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري يجب أن يتم بطريقة عادلة ومنظمة، مع مراعاة الظروف والمسارات الوطنية المتنوعة.
وفي معرض تسليط الضوء على الدور المحوري للتخفيف، أكد وزير البيئة الأذري أن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، باعتباره المنتدى المناخي الأبرز في العالم، لن يظل صامتًا بشأن هذه القضية، وأشار إلى أنه “جنبًا إلى جنب مع وكالة الطاقة الدولية، ننشر دعوة للعمل من أجل انتقال عادل ومنظم للطاقة، ونحن ندعو إلى زيادة ستة أضعاف في سعة تخزين الطاقة العالمية بحلول عام 2030″، لافتا إلى الحاجة الملحة لمعالجة القضايا التي تم تجاهلها مثل هدر الطعام، الذي يساهم بنحو 10٪ من الانبعاثات العالمية.
وأعلن المسئول الأذري أيضًا عن قمة مشتركة مع الولايات المتحدة والصين، بهدف تعزيز جهود التخفيف الجماعية، وقال “إن التخفيف هو أولويتنا، لكننا نتعامل مع القضية من كل زاوية لضمان عدم تخلف أحد عن الركب”، مؤكدًا أهمية التركيز على الهدف العالمي المتمثل في الحياد الكربوني، كما تم تسليط الضوء على قيادة أذربيجان في مجال التكيف مع المناخ، وقال “يجب أن يحظى التكيف بالاهتمام الذي يستحقه”، وأوضح أن التحديات التي تواجهها البلاد – مثل تقلص بحر قزوين وتراجع الأنهار الجليدية وفقدان المياه العذبة في القوقاز تؤكد أهمية اتباع استراتيجيات تكيف قوية، ودعا إلى تقديم خطط التكيف الوطنية في الوقت المناسب، باعتبارها حيوية لتبادل أفضل الممارسات ونقل التكنولوجيا وتوفير الدعم المتبادل.
وتابع باباييف “يجب تقديم هذه الخطط بحلول عام 2025 لضمان إحراز تقدم ملموس بحلول عام 2030″، مضيفًا أن تمويل التكيف يجب أن يلعب دورًا محوريًا في أجندة تمويل المناخ، هذه هي فرصتنا الأخيرة لزيادة الدعم للتكيف بشكل كبير، ويجب أن نضمن أن التمويل العام هو جزء أساسي من المعادلة، داعيا إلى خطط مناخية أكثر شمولًا تستجيب للعمر والجنس، مؤكدًا دعم أذربيجان لبرنامج عمل ليما وخطة العمل الجنسانية.
واختتم باباييف حديثه قائلًا إن مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين يمثل لحظة حاسمة لمستقبل اتفاق باريس، قائلًا “يتعين علينا الآن أن نثبت أننا مستعدون للوفاء بالالتزامات التي قطعناها، وهذه ليست مهمة سهلة، لكنها ضرورية للغاية”.
وأكد الوزير أهمية توفير المزيد من الأموال للدول النامية لتحمل تكاليف الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري والتكيف مع تغير المناخ الموجود بالفعل، وذلك عقب انتخابه رئيسا لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 29).
ومن المقرر أن يبحث القادة خلال هذه القمة المناخية كيفية التعامل مع الالتزامات المالية الجديدة للدول الفقيرة المتأثرة بموجات الحر والعواصف والفيضانات التي أصبحت أكثر تكرارا بسبب تغير المناخ.
وتتوقع الدول النامية والمنظمات البيئية أن تجمع الدول الصناعية الغنية ما لا يقل عن تريليون دولار سنويا أي ما يعادل عشرة أضعاف الالتزام الحالي البالغ قيمته 100 مليار دولار سنويا.
وتخشى المنظمات غير الحكومية أن يلقي فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بظلاله على القمة.. فبعد فوزه الأول في عام 2016، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.