Cop27 يناقش آليات تمكين المرأة في القطاع الخاص ودورها في تحقيق الاستدامة البيئية

 

شهدت فعاليات مؤتمر تغير المناخ Cop27 عقد جلسة تحت عنوان “آليات تمكين المرأة في القطاع الخاص والحد من الآثار السلبية لتغير المناخ”، والتي ينظمها المجلس القومي للمرأة، على هامش فعاليات يوم المرأة بالمؤتمر.

شهدت الجلسة مشاركة كلا من روبرتو سواريز سانتوس الأمين العام للمنظمة الدولية لأصحاب العمل، باميلا كوك هاميلتون المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية (مؤسسة She Trades)، فرانكو أتاسي الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للبنية التحتية الذكية في الشرق الأوسط Siemens Smart Infrastructure، بالإضافة إلى هاربين أرورا مؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة (الهند)، والدكتور ماجد عثمان رئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة”، وأميرة صابر عضو البرلمان المصري، وادارت الجلسة دينا عبد الفتاح مؤسس ورئيس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا Top 50 Women Egypt.

في البداية أكدت دينا عبد الفتاح – مؤسس ورئيس منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا Top 50 Women Egypt، على أهمية دور القطاع الخاص في مواجهة تحديات قضايا تغير المناخ، ودوره في مجالات تمكين المرأة خاصةً أن القطاع الخاص يستحوذ على 80% من الوظائف في العالم.

وأوضحت أن عملية تمكين المرأة بالدولة المصرية تمثل نموذجًا رائدًا، حيث تم إصدار قرارات ملزمة من قبل القيادة السياسية عززت بدورها من عملية تمكين المرأة في القطاعات المختلفة، وهو ما رفع من نسب تمثيل المرأة في الوزارات والمجالس النيابية وباقي قطاعات الدولة.

وأكدت باميلا كوك هاميلتون المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية (مؤسسة She Trades) على أهمية دعم مشاركة المرأة في عملية اتخاذ القرارات، خاصة في ظل ارتفاع حجم التأثير المباشر عليها على صعيد قضايا تغير المناخ.

وأضافت أن المرأة في الدول النامية دائمًا ما تتعرض لعبء كبير للغاية، على صعيد مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن المرأة تتوسط معادلة ما بين مقدمات للحلول ومتأثرات من طبيعة القرارات المحيطة.

وأوضحت أن فعاليات cop25 شهدت التأكيد على أهمية إضافة جلسات خاصة بالمرأة والقطاع الخاص، خاصة في ظل تمثيل المرأة لنحو 90% من المشروعات الصغيرة.

في ذات السياق؛ قالت هاربين أرورا مؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة، أن المرأة تعد راعي للثقافات وجميع الأمور المرتبطة بالطبيعة، لذلك من الأهمية وضعها محل اهتمام باستمرار ومناقشة جميع الأمور المتعلقة بها، ووضعها على رأس جدول أعمال المؤتمرات المنعقدة.

أضافت أن المرأة مازالت تواجه العديد من التحديات في كثير من المجالات مثل السياسة في ظل عدم وجود رؤساء للدول ذات التمثيل النسائي، بالإضافة إلى المجال الاقتصادي خاصة في ظل اقتصار نسبة حصول المرأة على أقل من 2% من حجم التمويلات الممنوحة، بالإضافة إلى استحواذ الرجال على 80% من مناصب المديرين التنفيذيين.

وأشارت إلى أن الوضع ينطبق أيضًا في مجال قضايا المناخ، فمازال هناك استمرار اعمليات التمييز وتدني معدلات الثقة في أهمية دور المرأة.

وأكدت أن من ضمن أهداف التنمية المستدامة محور مهم متمثل في المساواة بين الرجل والمرأة، لذلك لابد من التركيز على ذلك الهدف لدعم القدرة على سرعة تحقيقه، ووضعه محل اهتمام، بجانب ملفات أخرى مهمة مثل: القضاء على الفقر ومكافحة تغيرات المناخ.

وأشارت إلى حرص مؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة على بذل مزيد من الجهود لتحقيق محور المساواة بين الرجل والمرأة، والتمسك بحقوقها في العديد من المجالات.

وتطرق روبرتو سواريز سانتوس، الأمين العام للمنظمة الدولية لأصحاب العمل، بالحديث عن أهمية دور المرأة في المنظمات، مؤكدًا أن المنظمة تمتلك مئات الشركات الأعضاء الممثلين لنحو 140 دولة وهناك تقدم على صعيد ملف تمكين المرأة وهو نتاج لعمل استمر على مدار الـ 100 عام الماضية.

أضاف أن المنظمات التي مازالت لا تعي أهمية دعم مجالات توظيف المرأة في مؤسساتها، ستفتقد بطبيعة الحال إلى تحقيق أية نجاحات مستقبلية ترغب في تحقيقها.

وأكد أن تحقيق المساواة بين تمثيل المرأة والرجل في مختلف المنظمات والشركات مازال بعيد عن التحقيق في ظل زيادة نسب تمثيل الرجال الكبيرة مقارنة بنسب المرأة، وهو ما يؤكد على ضرورة النظر إلى ذلك الأمر بعناية في عمليات اتخاذ القرارات.

وتابع، “بالنظر إلى اقتصاديات الدول النامية مازالت تفتقد المرأة للأهمية المناسبة في ظل افتقاد نحو 70% من النساء القدرة في الحصول على أي تمويلات بهذه الاقتصاديات”.

من جانبه؛ قال فرانكو أتاسي الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للبنية التحتية الذكية في الشرق الأوسط Siemens Smart Infrastructure، أنه لا شيء يمنع المرأة من تولي مناصب قيادية، مشيرًا إلى وجود سيدات يقدن نحو 30% من الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الشركات تحصل على ربح أعلى بنسبة 30% من الشركات الأخرى التي يقودها الرجال.

وأكد على ضرورة تعلم ثقافة عدم الانحياز للعنصر الرجالي على حساب السيدات، مضيفًا أن نصف أعضاء البرلمان في الإمارات من السيدات، مشيرًا إلى أن المرأة لديها قدرات متعددة تمكنها من المساهمة في كافة العلوم، وكذلك مكافحة تغير المناخ.

وخلال كلمته؛ قال الدكتور ماجد عثمان رئيس المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة”، أن نسبة النساء العاملات يصل إلى نحو 22% بين الأيدي العاملة مصر، مشيرًا إلى أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة لتأثيره على زيادة معدلات النمو، وتقليل نسب الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة.

وأكد أنه في مجال التعليم في مصر تتحول الأمور في صالح المرأة، حيث تشير الدراسات إلى أن المرأة فرصها أكبر في مجال التعليم وتفوق أعدادها عن الرجال.

وأشار إلى دراسات صندوق النقد الدولي التي تؤكد أنه إذا حدث تكافؤ بين الرجال والنساء في سوق العمل، يزيد الناتج المحلي بنسبة 20%، ومن هذا المنطلق يجب أن ننظر للتغير المناخي بكونه فرصة لتمكين المرأة، وسيخلق فرص جديدة مستقبلًا لعمل السيدات، ولذلك يجب تجهيز الفتيات للوظائف الجديدة المتعلقة بتغير المناخ لكونها فرصًا لها بالعديد من المجالات من بينها الزراعة العضوية، ووسائل النقل الكهربائية، وكل الوظائف ذات الصلة بإعادة التدوير، مشيرًا إلى أن العوائق الاجتماعية قد تقف حائلًا أمام تحقيق ذلك، إلا أنها قد تتغير مع الوقت.

وفي السياق ذاته؛ قالت أميرة صابر عضو البرلمان المصري أن تمثيل المرأة في البرلمان هو الأعلى في تاريخه، إلا أنه لم يصل إلى المستوى المطلوب، مشيرةً إلى أنه على المستوى التشريعي من الضروري وضع قانون يلزم صاحب العمل على توفير حضانة للنساء العاملات.

وأكدت أنه عندما نتحدث عن تغير المناخ نجد أن المرأة هي الأكثر هشاشة، حيث يقع على كاهلها الكثير من الأعباء، مشيرةً في الوقت ذاته أن وظائف المستقبل لا تحتاج إلى تحرك المرأة كثيرًا، وهو ما قد يوفر لها فرص متعددة للعمل.