بحثت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ، في اجتماعاً موسعاً مع حسام هيبة ،الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، سبل التعاون بينهم في فتح مجالات جديدة للاستثمار في القطاع البيئي في مصر وكذلك إجراءات إصدار الموافقات البيئية، والتيسير على المستثمرين ، وذلك بحضور محمد معتمد مساعد الوزيرة للاستثمار البيئي، و داليا الهوارى نائب الرئيس التنفيذي للهيئة، و باسم عبد العزيز مدير عام مكتب رئيس الهيئة.
أوضحت فؤاد ، الدور الذى تقوم به الوزارة والتي تضم جهازين الاول هو جهاز شئون البيئة ، وهو المسئول عن إصدار الموافقات البيئية لدراسات تقييم الأثر البيئي لكافة منشآت الدولة، ومسئول عن عمليات التفتيش والرصد و أيضاً عن ملف المحميات الطبيعية والتي تعد ثروة مصر الطبيعية .
والجهاز الثاني هو جهاز تنظيم ادارة المخلفات، وهو جهاز تنظيمي وليد النشأة ، وهو هيئة عامة اقتصادية ، ومسئول عن تنظيم التعاون بين جميع الفاعلين بمنظومة المخلفات بناءاً على قانون المخلفات الجديد الصادر عام ٢٠٢٠ ولائحته التنفيذية، والذى نظم العملية بين المخطط والمنظم، والمراقب والمنفذ، ويختص الجهاز بكافة انواع المخلفات من البلدية الصلبة والصحية والالكترونية والزراعية.
و أستعرضت وزيرة البيئة خلال الاجتماع الجهود التي قامت بها الوزارة للتسهيل على المستثمرين ، موضحة أن إجراءات تقديم دراسة الأثر البيئي للمشروعات، والخطوات التي تمر بها ، تستغرق وفقاً للقانون حوالى ٣٠ يوم حتى يحصل المستثمر على الموافقة البيئية، وتم العمل من قبل الوزارة على اختصار الدورة المستندية الى ٧ ايام بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية، من خلال ربط إلكتروني من خلال ممثلين من جهاز شئون البيئة، وهيئة التنمية الصناعية، حيث يتم مراجعة البيانات.
وأشارت إلى أنه تم مؤخرا تشكيل لجنة تضم عدد من الوزارات المعنية تجتمع بشكل دوري لاستكمال كافة البيانات الخاصة بدراسات تقييم الأثر البيئي تسهيلاً على المستثمر ، وفى مجال مشروعات السياحة اشارت وزيرة البيئة الى أنه تم العمل على تسهيل الإجراءات على المستثمرين ، من خلال اللجنة العليا للتراخيص والتي تضم عدد من الجهات المعنية ، والمختصة بإصدار التراخيص لكافة المشروعات السياحية.
وأستكملت فؤاد، انه تم تعديل القوائم الخاصة بدراسات تقييم الأثر البيئي، بقرار من مجلس إدارة الجهاز لحين الانتهاء من قانون البيئة الجديد ،وتم وضع اشتراطات خاصة ، لبعض المشروعات والمتضمنة أخذ موافقة من المحليات ويتم تنفيذها ، دون الحاجة لإعداد دراسة بيئية ويتولى جهاز شئون البيئة التفتيش عليها، والتي سهلت على المستثمر ، وعلى جهاز شئون البيئة للتركيز على المشروعات الكبيرة ذات الأولوية.
وتابعت أن البيئة أصبحت الآن مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمنظومة الاقتصادية، وفى مصر كان الارتباط بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة، ولكن أصبح هناك مجالات اخرى هامة وهما ملفى المخلفات والمحميات ، مشيرة إلى أنه تم العمل بقوة ، على تلك الملفات ، معلنة انه سيتم قريبا توقيع اتفاقية لإنشاء اول مصنع لتحويل المخلفات إلى طاقة بتكنولوجيا ألمانية بتكلفة تبلغ ١٥٠ مليون دولار ، موضحة المراحل التي تمر بها تلك العملية ومنظومة التعامل مع المخلفات وفقاً للقانون ، وفرص الاستثمار في هذ ا المجال، والاجراءات التي تم تنفيذها للمستمرين .
وأوضحت أنه سيتم البدء بمحافظة الجيزة، بإنشاء أول مصنع لتحويل المخلفات إلى طاقة ، كما توجد ٦ مواقع اخرى تم الانتهاء من اجراءاتهم. مشيرة ايضا الى مشروعات وحدات البيوجاز ، والتي تم تنفيذها بمحافظة الفيوم، ومؤخرا تم تنفيذ وحدة كبيرة بحديقة الحيوان بالجيزة حيث يتم تحويل روث الحيوانات لكهرباء ، بالإضافة الى المشروعات التي تم إنشائها فى هذا المجال بقرى الريف المصري، لتحويل الروث لسماد وغاز حيوي ضمن مبادرة حياة كريمة، حيث تقوم مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة والتي تتبع وزارة البيئة حاليا، بإعداد دراسة لتحويل مخلفات مزارع الدواجن الكبيرة الى طاقة.
وأضافت الوزيرة انه يوجد ٤٢ مليون طن من المخلفات الزراعية بجمهورية مصر العربية، وقد تم الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الخاصة بالمخلفات الزراعية، وخطة العمل، لكافة انواعها ،مستعرضة منظومة قش الأرز والتي تبدأ من شهر سبتمبر حتى منتصف شهر نوفمبر ، والجهود التي قامت بها وزارة البيئة في هذا الصدد بالتعاون مع الجهات المعنية، وأيضاً الإجراءات والجهود التي قامت بها الوزارة للتعامل مع المخلفات الإلكترونية ، حيث وصل عدد مصانع اعادة تدوير تلك المخلفات الى ٩ مصانع، ومازلنا نسعى الى التوسع فى تلك المجال بأفكار جديدة .وايضا جهود التعامل مع المخلفات الطبية.
كما أستعرضت الاستثمارات البيئية التي تم تنفيذها بالمحميات الطبيعية، من خلال إعطاء فرصة للقطاع الخاص للاستثمار فيها وقد تم تطبيق ذلك بمحميات وادى الريان ، ورأس محمد ، ونبق ، كما تم فتح المجال أمام السكان المحليين للمشاركة بأنشطة داخل محميتهم من أجل دمجهم داخل المحمية، وأشارت وزيرة البيئة إلى مبادرة ايكو إيجيبت التي أطلقتها الوزارة وهى تعد أول حملة للترويج للسياحة البيئية، والتعريف ب١٣ مقصد سياحي بيئي من المحميات الطبيعية ، وذلك بهدف إلقاء الضوء على أهميتها في دعم السياحة البيئية وصون الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى البحث عن أفضل الطرق لتنشيط السياحة البيئية، لافتةً إلى أن الحملة حصلت على دعم من العديد من الجهات ، ووصلت نسبة المشاهدة لها إلى حوالى ٣٨٠ مليون مشاهدة ، وهناك إقبال من الشباب عليها ، مؤكدةً على سعى وزارة البيئة من خلال الحملة إلى تغيير الصورة الذهنية لدى الشباب عن المحميات الطبيعية.
وأوضحت أن الوزارة أنشأت وحدة للاستثمار البيئي والمناخي والتي تتولى إتاحة الفرص الاستثمارية في القطاع البيئي وتسهيل إجراءات الحصول على الموافقات البيئية ، حيث أُنشئت لخدمة المستثمرين والتي تنظر إلى التحديات التي تخص ملف البيئة وتحاول مساعدة المتقدمين على المشروعات في تخطي تلك التحديات لضمان الاستدامة والاستمرارية، وتوضيح مصادر التمويل المتاحة ، تسهيل التواصل بين المستثمرين بأفكار جديدة ومختلفة بالمفهوم البيئي، مشيرة إلى أن الوزارة غير مختصة بإصدار التراخيص، فهي تختص فقط بإعطاء الموافقة البيئية للجهة الإدارية والتي بدورها تصدر الترخيص، ويحق لوزارة البيئة اصدار تصريح ممارسة نشاط داخل المحميات الطبيعية.
ومن جانبه أعلن حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الهيئة تمنح الأولوية للمشروعات البيئية خلال حملات الترويج للاستثمار في مصر، كما أن عامل “صداقة البيئة” محدد رئيسي لاختيار الشركات التي يتم منحها الرخصة الذهبية، وهي رخصة جامعة لكل التصاريح اللازمة لتأسيس المشروعات.
وأضاف رئيس الهيئة أنه خلال الأسبوع قامت الهيئة بافتتاح أول مجمع صناعي للأجهزة المنزلية صديق للبيئة، بعد أن تم منح الشركة المُصنعة الرخصة الذهبية.
وأكد هيبة على الدعم الكامل لوزارة البيئة في إعداد دراسات الجدوى الخاصة بالمشاريع البيئية الجديدة لتحقيق هدف الدولة المُتمثل في معدل نمو اقتصادي مرتفع ومستدام بيئياً.