دشن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، مساء اليوم، المبادرة الرئاسية الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية، وذلك بمشاركة الدكتورة عبلة الألفي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال ( EMA )وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب، و الدكتور خالد صبري، عميد كلية طب جامعة بورسعيد، والدكتور عصام بشاره، مستشار رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية للنساء والتوليد، والدكتورة كوثر محمود، عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية ونقيب تمريض مصر.
يأتي ذلك تفعيلا لأنشطة المبادرة الرئاسية الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية في محافظة بورسعيد والتي يتم تنفيذها ضمن المرحلة التجريبية للمبادرةً في إطار برتوكول التعاون بين الهيئة العامة للرعاية الصحية والجمعية والذي يتضمن التطبيق بجميع محافظات التأمين الصحي الشامل .
وجدير بالذكر أن المبادرة سبق تنفيذها بمحافظات الاسكندرية والبحر الاحمر وسوهاج ضمن بروتوكول التعاون بين وزارة الصحة والسكان والجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، في اكتوبر ٢٠٢٢ لتطبيق المبادرة بهدف تخفيض وفيات حديثي الولادة، ودعم الولادة الطبيعية، وتحقيق المباعدة بين الحمل المتعاقب.
من جانبها قالت الدكتورة عبلة الألفي إن المبادرة تهدف إلى توفير الرعاية المثلى في أهم فترة من العمر وهي الألف يوم الذهبية الأولى ” فترة الحمل، والسنتين الأولى من العمر ” وهي الفترة المسئولة عن تكوين 85% من قدرات أبنائنا الجسدية، والذهنية، والنفسية، والمجتمعية.
وأضافت أن المبادرة يتم تطبيقها من خلال استحداث كادر جديد لمقدمي المشورة الأسرية المعتمدين محليًا ودوليًا بهدف سدالفجوة العددية والمهارية في الفريق الطبي ليقوم بالعمل مع الأسرة بصورة لصيقة لإحداث تغيير للأفكار المغلوطة وإعطاء الفرصة لأفراد الأسرة لاستيعاب الأفكار الجديدة ومناقشتها واتخاذ القرارات القائمة على الحقائق والمعلومات الصحيحة،ويتم تأهيل هذه الكوادر من بين الممرضات والصيادلة وأطباء الأسنان وأطباء العلاج الطبيعي والأخصائيين الاجتماعيين ومسئولي رضاء المنتفعين بالوحدات والمراكز الصحية، حيث يتم تدريبهم علي مهارات المشورة اللازمة للعمل مع السيدات أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن مزايا الولادات الطبيعية مع شرح الخيارات للسيدة، وتوفير الولادة الطبيعية بدون ألم، والحضن الدافئ والبداية المبكرة للرضاعة الطبيعية خلال الساعة الذهبية الأولى بعد الولادة،بالإضافة الي العمل مع الأمهات على الرعاية المثلي لأطفالهن خلال الألف يوم الذهبية الأولي من العمر وبرنامج الدولا (مدربة حمل وولادة) وهي التي تعمل مع السيدة وتقدم الدعم النفسي لها أثناء الحمل والولادة وفترات ما بعد الولادة.
وأشارت الألفي إلى أن المبادرة تتضمن أيضا تدريب القابلات وهو تدريب قائم على اكتساب المهارة للممرضات على مهارات الولادات الطبيعية و معتمد من وزارة الصحة والسكان ونقابة التمريض ويستمر لمدة 6 أشهر تدريبًا نظريًا وعمليًا تحصل بعدها الممرضة التي تجتاز الدورة على تصريح بمزاولة مهنة التوليد من وزارة الصحة والسكان.
وأكدت د. عبلة علي أن تنمية الأسرة المصرية تأتي ضمن أهم أولويات القيادة السياسية وكافة قطاعات الدولة المصرية لما لها من مردود اقتصادي وتنموي ومستقبلي، فالارتقاء بالخصائص السكانية – كماً وكيفاً -هو طوق النجاة من المخاطر التي تهدد جهود مصر التنموية لتحقيق أهداف إستراتيجية مصر 2030.
وأوضحت أن هناك مؤشرات خطيرة أيضا يعاني منها أطفالنا علي مدار العشرين سنة الماضية حيث يعاني 13٪ من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم (قصر القامة بالنسبة للعمر مع تحصيل دراسي ضعيف)، وأن 5٪ من الأطفال يعانون من نقص الوزن، بينما يعاني ١٤ ٪ من السمنة التي تتزايد عاما بعد عام وأن 43٪ من الأطفال بين 6-59 شهرًا يعانون من الانيميا بسبب نقص الحديد .
هذا بجانب المعدل المتزايد في الولادات القيصرية غير الضرورية الذي يصل إلي 72% من إجمالي الولادات، ويصل معدلها في بورسعيد إلي 92% حيث تعتبر أعلي مدينة على مستوي العالم في معدلات الولادات القيصرية بما له من مردود خطير علي صحة الأم والطفل حيث يؤدي إلي ارتفاع نسبة الولادات المبكرة إلي 20% ونسبة دخول الحضانات إلي 20-25% من المواليد والإعاقة التي وصلت إلي 12مليون معاق في مصر كما يؤدي إلي الربو والتوحد والسمنة وضعف المناعة لدي الأطفال، أما الأمهات فيتعرضن لمخاطر الجراحات وكذلك النزيف الشديد والمشيمة المتوغلة التي قد تؤدي إلي استئصال الرحم أو الوفاة .