شارك السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، فى فعاليات المؤتمر السنوي للتنمية المستدامة بنسخته الثالثة، والذي تنظمه مؤسسة الأورمان بمحافظة الأقصر بالتعاون والتنسيق مع اتحاد الصناعات المصرية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من ١٢ يناير إلى ١٥ يناير الجاري، وبحضور وزراء المالية والتضامن الاجتماعي، والهجرة، وعدد من قيادات أكبر المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني.
وأكد وزير الزراعة، خلال كلمته بالجلسة الوزارية ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، أن الاستدامة تتحقق بتعاون الفرد والدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، موضحًا أنه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة إلا من خلال تعاون وتكامل كل هذه الأضلاع معاً.
وثمن القصير أهمية عقد مثل هذه الفعاليات نظراً لما تتعرض له قضية التنمية المستدامة وفي القلب منها ملف الأمن الغذائى لتأثيرات الأزمات والتحديات التى تواجه العالم أجمع بلا إستثناء، بدءاً من أزمة كورونا ومروراً بالأزمة الروسية – الأوكرانية بالإضافة إلى تحديات التغيرات المناخية، لافتا إلى أن جميعها تحديات وأزمات أثرت بشكل كبير على إقتصاديات الدول من خلال تقييد حركة التجارة الدولية والتأثير على سلاسل الإمداد والتوريد وإنخفاض الإنتاجية فى القطاع الزراعى وإرتفاع أسعار السلع والمنتجات ونقصها فى بعض الدول وإرتفاع أسعار الشحن والتأمين.
وأشار وزير الزراعة إلى أن ذلك أدى إلى الحد من قدرة بعض الدول ومنها المتقدمة على توفير الغذاء بالقدر الكافى لشعوبها، لافتا الى انه ما يعمق من تأثيرات هذه الازمات هو التحديات المحلية أهمها محدودية الأراضي المتاحة للزراعة وتناقص نصيب الفرد منها والذي وصل حالياً إلى 2 قيراط للفرد مقابل فدان لكل فرد في فترات زمنية سابقة نتيجة لتناقص الرقعة الزراعية القديمة تأثراً بالتعديات على الأراضى الزراعية والتوسع في الأحوزة العمرانية ومشروعات النفع العام.
وأضاف أن ضمن تلك التحديات أيضا محدودية المياه اللازمة للتوسع في الرقعة الزراعية إذ تعتبر الدولة المصرية من الدول التي تعاني من انخفاض نصيب الفرد من المياه مما يضعها في مصاف الدول التي تعاني من الفقر المائي، مشيرا الى أن التفتت الحيازي يعتبر عائق رئيسي لتنفيذ كثير من السياسات الزراعية، كما تعمق الزيادة السكانية المضطردة من حدة تأثيرات كل هذه التحديات وهو ما يستوجب منا جميعاً التفكير فى تدابير واجراءات لمواجهة ذلك وهي مسئولية مشتركة لنا جميعاً. وذلك لتحقيق درجة آمنة من الاكتفاء الذاتي خاصة من المحاصيل الاستراتيجية.
وأكد وزير الزراعة أن بعض المفاهيم المرتبطة بالاكتفاء الذاتي يجب ان يتم توضيحها، حيث ان مفهوم الاكتفاء الذاتي ينصرف بالدرجة الأولى إلى أهمية توافر السلع واتاحتها لكل فئات الشعب من خلال تبني مفهوم الاكتفاء الذاتي النسبي وهو المنهج الذي تتبعه معظم الدول والذي يعني قدرة الدولة على توفير السلع والمواد الغذائية كليًاً أو جزئياً مع ضمان الحد الأدنى من تلك الاحتياجات بصورة منتظمة، باعتبار أن مفهوم الاكتفاء الذاتي المطلق يفقد الدول الإستفادة من المزايا النسبية والتنافسية ويقلل من حركة التجارة الدولية
وأشار القصير إلى أن قطاع الزراعة والانشطة المرتبطة به هو أحد أهم الركائز الأساسية فى إقتصاديات الدول فى دعم ملف الأمن الغذائى وبمحاوره المختلفة نظراً لأنه القطاع المسئول عن توفير الاحتياجات الاساسية للشعوب وتوفير المواد الخام اللازمة لكثير من الصناعات إضافة إلى مساهمته الملموسه فى الناتج المحلى كما أنه قطاع تشابكى ويعتبر آلية مهمة لتوطين التنمية الاحتوائية والمتوازنة والمستدامة ، وأكثر القطاعات إستيعاباً لفرص التشغيل.
وأكد الوزير أن قطاع الزراعة فى مصر شهد نهضة ودعم غير مسبوق من القيادة السياسية خلال الثمانى سنوات الماضية حيث وضعت الدولة المصرية ضمن إستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة عدد من الأهداف استهدفت الحفاظ على الموارد الإقتصادية الزراعية المتاحة وتحسينها ورفع كفائتها و القيام بمجموعة من الإجراءات الاستباقية مثل إقامة محطات معالجة المياه العملاقة واضافة مزيد من الأراضي المستصلحة للرقعة الزراعية وتنفيذ مشروعات التوسع الرأسي وزيادة السعات التخزينية للحبوب وغيرها من الإجراءات التي مكنت الدولة المصرية من توفير الأمن الغذائى الآمن و الصحى والمستدام لشعب مصر العظيم فى وقت عجزت فيه كثير من الدول عن تحقيق هذا الهدف لشعوبها .
وشدد القصير على وجود مجالات ومحاور لابد ان تكون ذات أولوية في العمل من خلالها والتي سيكون لها مردودات تنموية كبيرة على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع وعلى المستوى القومي وهي مشروعات تطوير وتحديث منظومة الري في الأراضي القديمة للوادي والدلتا ، ومبادرات زيادة الإنتاج الزراعي من المحاصيل الاستراتيجية مثل محصول القمح ومشروعات تحسين سلالات الماشية ومشروع النهوض بمحصول قصب السكر من خلال إقامة محطات لإنتاج شتلات القصب حيث تشتهر محافظات الصعيد بزراعة القصب خاصة وان محافظة الأقصر تزرع حوالى 50% من أراضيها بقصب السكر ، حيث يمكن لمؤسسات العمل الأهلي التنموي ان يكون لها دور كبير في تنفيذ هذه المشروعات والمبادرات بالمشاركة مع القطاع الخاص وبدعم من مؤسسات الدولة المعنية.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
آخر الأخبار
بحضور وزير الثقافة ومحافظ القاهرة ... مؤسسة مكسيم الخيرية تطلق مكتبة «ن السحار»
نكست بنك يحقق قفزة بأرباحه إلى 1.3 مليار جنيه بنهاية الربع الثالث لعام 2024 بزيادة 66%
وزيرة التضامن تبحث مع سفير دولة قطر بالقاهرة سبل التعاون المشترك
وزيرة البيئة تشارك باحتفالية جوائز مبادرة Africa Grows Green Awards لمعالجة تغير المناخ
مسئولة أممية: السياحة مسئولة عن 8.8% من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون العالمية
لأول مرة منذ 130 عاما.. الهند تستضيف مؤتمرا دوليًا حول تحقيق التنمية المستدامة
تضامن أسوان: تقديم الخدمات الطبية لـ 300 مريض من غير القادرين
القابضة للصناعات الغذائية تشارك بسيارات سلعية في قافلة مبادرة «بداية جديدة» بالمنيا
الأحد .. أبو الغيط يفتتح الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة
بالصور.. جناح «البريد المصري» يشهد إقبالاً كبيرًا في معرض «Cairo ICT 2024»